أنا شاب ابلغ من عمر 24 عاما تبدأ مشكلتي مع اسرتي انهم لا يثقون فيني ابدا ويعتقدون انني اتاثر باصدقائي فهو لا يسمحون لي بالسفر ابدا وخصوصا خارج المملكه ويتدخلون في خصوصياتي الشخصيه واحيانا يتدخلون في اوقات نومي ودايم يخالفون بالراي في اي شئ ..يحبون من اكره ..ويكرهون من احب ..
دايم يقولون لي انت تتاثر باخوك الاصغر ..عندما اخرج مع اصدقائي تتوالى الاتصالات وتسبب لي الاحراج رغم ان اخي الاصغر يذهب احيانا الى خارج المدينه مع اصدقاءه ولا يقولون له شيء ..اخي الاصغر يعاملونه بثقه اكثر مني ...لا استطيع النقاش معهم في اي موضوع ...
دايم بخطئ علي بعض الاقارب فاذا كان من جهه الاب اتهم من قبله بانني انا السبب ونفس الشيء من جهه الام...يحاولون تفتيش اغراضي الشخصيه من جوال وغيره..اخفيت عنهم اسماء اصدقائي حتى لا اتهم بانني اتاثر منهم ...لا يسمح لي بلبس الجنز وحتى البدل العاديه ..
يسالون عن رصيد بالبنك بشكل دايم يعتقدون بانني اعطي احد مالا...تسبب كل هذا بضعف علاقتي معهم وتاثرت نفسيا في جميع المجالات ..خايف من الزواج بشكل كبير ...حائر ..لا ادري ماذا اعمل ..
هل اهجرهم ..ام استمر معهم ...وكيف اسافر واتحكم في حريتي الشخصيه فيما اباح الله ..ارجو الرد باسرع وقت شاكر ومقدر لكم جهدكم
أخي الفاضل / ناصر حفظك الله ورعاك وأشكرك على تواصلك مع موقع المستشار ، ومعذرة على التأخير في الرد على مشكلتك .
في حقيقة الأمر أنا أشكرك على صراحتك في عرض مشكلتك والتي يعاني منها كثير من الشباب في سنك بسبب جهل الوالدين لكيفية التعامل مع الأبناء في هذه المرحلة .
غالبا يظن الآباء أن الأبناء مازالوا أطفالا صغارا وسيضلون أطفالا حتى بعد الزواج ، وذلك بسبب حرصهم وحبهم لأبنائهم ، ولكن الحرص قد يتحول أحيانا إلى قسوة في المعاملة وعدم إعطاء الحرية المشروعة للشاب ، مما يجعل بعض الشباب يلجئون إلى أناس آخرون للفضفضة عندهم والبوح بالأسرار لهم .
أخي الفاضل ناصر لا أريدك أن تضجر أو تقلق ، فهذا الأمر يحتاج منك إلى روية وعدم الاستعجال ، والجلوس مع الوالدين أو مع أحدهما وتوصل لهما فكرة أنك الآن أصبحت شابا تستطيع أن تقرر الأمور بنفسك ، وتختار الأشياء بإرادتك ، وتستطيع أن تعبر عن ذاتك ، ولكن لا تشعرهما بعدم وجودهما في حياتك حتى لا تدخلهما في غضب ، فرضاهما مطلوب في كل الأحوال .
وإن لم تستطع أنت أخي ناصر أن توصل لهما الفكرة فكلم من هو أقرب إليهما ويسمعان له ويأخذان بكلامه ونصائحه لعل الله تعالى يحدث بعد ذلك أمرا ، وتتغير حياتك إلى الأفضل والأحسن.
وأظهر لهما قدرتك على العمل وحب التغيير ، والاعتماد على النفس بعد الله سبحانه وتعالى ، وأرهما من نفسك خيرا ، ولا تنسى أن توطد جسر الثقة بينكما ، فالمشكلة الأساسية جسر الثقة لم يبنى بعد في حياتك ، فلا بد أن تهيأ هذا الجسر حتى يكون لك عونا وسندا في حياتك .
وإياك أخي والهجر ، فهذا ليس من مصلحتك ولن تجني من ورائه شيئا ، أطلب رضاهما وباقي الأمور ستأتي بالتوالي ، واستخدام الحكمة في حلها ، واعلم أن هؤلاء والديك فأحسن لهما تنال خيري الدنيا والآخرة .
وبالله التوفيق .
الكاتب: د. العربي عطاء الله العربي
المصدر: موقع المستشار